من أوسع الاحجار الكريمة انتشاراً على وجه وباطن الارض، وهذا الانتشار الواسع من حيث النوع والكم واللون اعطاه تنوعاً مثيراً ومن البديهي ان لهذا التنوع الكثير الذي حملنا ان نقرنه باختصاصه، أي عمله وفوائده والتي يحملها كل نوع، ومن اجود انواع العقيق-الاسود المحمر (أو) الاحمر المسود، وهو اسود ظاهراً واذا ماعرض على الضوء كانت له حمرة في دواخله، ويسمى (العقيق اليماني). قال داود في التذكرة... هو حجر معروف يتكون بين اليمن والشحر ليكون مرجاناً فيمنعه اليبس والبرد وهو انواع واجوده: الأحمر والأصفر فالابيض والى غيره من الالوان ومن خواصه: التختم به يدفع عن حامله الهم والغم والخفقان وقيل المشطب منه أجود- وقال ارسطو والحديث لداود في تذكرته-اصنافه كثيرة واجوده مااشتدت حمرته وضعفت صفرته فمن لبس من احسنه سكنت حدته وزال غضبه واجوده مايجلب من اليمن (وقد) يوجد على ساحل البحر في الاردن كما يلبس ضد الخصوم.
-أما كلمة اليماني- فهي ليست بالضرورة تعني منشأه، اليمن ولكونه حجراً كريماً فجاء عن (اليمن والبركة) فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله في مكارم الاخلاق للطبرسي: (تختموا بالعقيق لانه ينفي الفقر، وهو أول حجر أقر للرحمن بالوحدانية).. فهو حجر يذهب التكبر ويجعله حليماً وهو خمسة: أحمر-ورطبي مائل للصفرة-وازرق-واسود-وابيض.
(مداخلة): من الغريب على أرسطو ان يصنف هذه الاحجار بنظام ألوانها ويعطي للازرق والاسود الرداءة، في حين ان من اهم الوان العقيق فاعلية هو اللون الاسود ذو الشفافية الحمراء اذا ما عرض على الضوء ويسمى (بشفة العبد) وكثير من مصادرنا عن أهل البيت قد أوصوا بهذه الالوان-ولشفة العبد مدخلان احدهما ظاهر والثاني باطن.
(الأول): ان شفة (العبد) تكاد تكون سوداء اللون في ظاهرها فيما اذا ظهر باطنها والكشف عنه تراها أشد احمراراً ولذا يعتبر هذا التصنيف ظاهر الحجر أسود وباطنة احمر.
(الثاني): وهو الباطن والاكثر اهمية من المدخل الاول، حيث ان الرؤى الفلسفية تجعلنا نخضع لمسارها البرهاني في ان: (العبد) هو اعلى درجات الايمان والاكثر اتصالاً مع الله وترابطاً معه، فالعبد هنا جاءت من (العبودية لله) والتعبد له مقرونة بدرجة الذكر والتسبيح وهذا مايوعز الى كرامة هذا الحجر لكونه أول حجر أقر لله بالوحدانية، هذا ماقيل عنه عن الصادق الامين الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله.
وقال ارسطو: من اجود انواع العقيق مااشتدت حمرته وصفا لونه، ومن لبس العقيق القليل الاشراق الذي كلون الماء المحتلب من اللحم يقطع النزيف من سائر اعضاء البدن.
وقال صاحب نخبة الدهر: العقيق الأحمر هو بأرض صنعاء باليمن ويوجد عليه غشاء رقيق ينزع عنه فيظهر جوهره وله انواع كثيرة منها، الأزرق والأبيض والأسود والاحمر ورطبي والعصفري، واجود الوانه الياقوتي الدموي واللحمي فالصافي فالعصفري فالاحمر فالموشى بنقط بيض نقي البياض ومنه الخمري والمجزع واللعبي والدبسي، والتختم به يورث الحلم والاناة ويصيب البيان في الرأي ويسر النفس ويكسي حامله آلوقار وحسن الخلق، ويعزى التلون لهذه الاحجار في منظورها العلمي وهناك شوائب واكاسيد مكونة لهذا اللون تدخل في بنائها (الذري) حيث توجد بعض الاواصر (Bonds) بين الذرات غير الكاملة او مكسرة كما هو الحال في العقيق وقد يكون اللون موزعاً على هيئة حزم او حلقات منتظمة حول بعضها وهو من المعادن الخفية التبلور.. وما دمنا بصدد التشريح العلمي وبيان تصانيفه لهذه الاحجار نذكر البعض منها وكالاتي:
1-كريسوبراز:Chrysoprase
نوع من الخليقدوني ولونه أخضر تفاحي وذلك لوجود قليل من آثار النيكل فيه.
2-براز:Prase: هو شبه شفاف وهو قليل الخضرة وكان يستعمل قديماً للنقش وموطنة (المانيا).
3-بلاسما: Plasma: وهو يشوبه ظل من الخضرة وغالباً ما يسوده الأخضر الحشيشي ويحتوي بشكل غير منتظم بعض البقع البيض والتي تميل الى الاصفرار وتمد الهند والصين العالم بكميات طيبة من البلاسما.
4-الهيليوتروب أو حجر الدم: Heliotrope-Bloodston: وهو خليقدوني اخضر غامق يشتمل على بقع مبعثرة من اليشب الاحمر (Jasber) وكان يستخدم في الكنائس القديمة لنقش الاشياء المقدسة ويعرف بحجر (القديس ستيفان) ويستخدم حجر الدم في صناعة خواتم التوقيع ويوجد في الهند وسيبيريا.
5-العقيق المرطب: Mossagate: ويعرف احياناً بحجر موكا ويدعى ايضاً بالعقيق الطحلبي.
6-العقيق اليماني (onyx) وهو يشبه العقيق.
7-الجزع البقراني او البقري Sardonyx ويحتوي على طبقات من السرد والعقيق الاحمر Carnlian ممتزجاً بطبقات بيض من الخليقدوني.
حجر الجزع
وهو نوع من انواع العقيق وقد صنف اصحاب هذا الفن بأنه حجر يعود اصله الى (العقيق اليماني) وله عدة مناشئ منها اليمن والصين وكثيراً ما يتداولون الحديث عنه بانه حجر (يورث) الهم والغم والحزن وفق هذه المداخلة جاءت تسميته بـ(الجزع) كترجمان لفعله، في حين يرى الكثير من الناس يقتنون هذا الحجر دون أي تأثير من الحزن والهم الذي قيل عنه.
وعند المداولة بالحديث عن هذا الحجر فقد اشاد البعض بهذا الحجر من حيث التمكين على الكثير من القراءات العملية له-فقيل: فيه الكثير من الحفظ وهو من الاحجار التي ترد كيد مردة الشياطين، وبدل القول عنه انه يورث الهم فانه يفيد بعض من حمله بالهدوء وراحة البال والحفظ، ويبعد الوسواس، وله اصناف كثيرة منها البقراوي أي (البقري) والغروي والفارسي والحبشي والشمعي والعسلي والزيتي والمعرق والبقراوي ثلاثة اصناف هي:-
احمر/ ابيض/ وبلوري، فالأحمر لا يشف، ويليه الابيض والبلوري، واجوده ما استوت عروقه في الثخن او الرقة وكان سليماً من الخشونة، واما الحبشي فجهته الحبشة ويمتاز بطرفين سوداوين والوسط طبقة شديدة البياض وهو أصلب الاحجار العقيقية قاطبةً.
(المنظور العلمي لهذا الحجر): للحجر اليماني الجزع طبقات من (الكالسيدوتي) مرتبة في مستويات متوازية ويدعى (onyx) (أونكس) وتوجد فيه طبقات من الاوبال والكوارتز الحبيبي مستتر التبلور، وتظهر الوانه عادة في آخر حزمة دقيقة متوازية وقد تكون مقوسة وفي بعض النماذج تكون متراكزة، وبعضها تكون له الوان موزعة بطريقة مختلفة غير مرتبة ويطلق عليه اسم العقيق الطحلبي (Moss a gate).
النوع الذي يعود فيه الاختلاق اللوني الى وجود شوائب مرئية غالباً ما تتكون من أكاسيد المنغنيز حيث تظهر في اشكال تشبه الطحالب ويطلق عليه اسم الخشب العقيقي (Agatized wood) او الخشب السليسي (Silleified Wood) على الخشب المتحجر للاحلال بالعقيق.
وهناك انواع كثيرة من حجر العقيق الذي منه العقيق اليماني الاخضر (Prase) ويتميز بلونه الاخضر المعتم ومنه ايضاً الحجر الدموي (Blood Stone) وهو عبارة عن (الكالسيدوني) اخضر يحتوي على بقع حمر من الجاسبر (Jasber).
العقيق السليماني:
وهو من اصناف العقيق واكثرها شيوعاً لكثرة راغبيه واستخدامه المألوف لدى اكثر العامة من الناس كما انه لحسن جماله يضفي انبهاراً لا مثيل له، ولكونه عبارة عن لوحة فنان بارع رسمها بالوان متناسقة- كما ان للدوائر النظامية التي تدخل في تصنيفه رسمتها يد القدرة الالهية لهذا النوع من الاحجار، وهذه الدوائر ميزته الأولى كبداهة للتصنيف، ويوعز العلم في التحليل لهذه الدوائر والتي كانها عيون ساحرة ماهي الا كائنات مجهرية حية قد تكونت وتبلورت عبر (ملايين) السنين فكانت بهذا الشكل.
ولكلمة (السليماني) محاور كثيرة للاستدلال على معناها وتسعفنا (اللغة) لتدلنا على معناها فتقول: نسبة الى (السليم) وهو (اللديغ) أي الملدوغ بالافعى والمتألم منها كما جاء لفخر الدين الرازي في مختاره الصحاح كما تستوقفنا خطبة (ضرار بن حمزة الليثي) صحابي جليل من اصحاب الامام علي أمير المؤمنين (ع) حين استوقفه معاوية طالباً منه ان يصف أمير المؤمنين فقال له: صف لي علياً.. فقال ضرار: أعفني.. قال لا: صف لي علياً فقال ضرار اذا كان لابد من هذا فخذ-الخطبة:-
(كان والله بعيد المدى-شديد القوى-يقول عدلاً- وينطق فصلاً تتفجر الحكمة من نواحيه.. الى قوله: وأشهد الله لقد رأيته ذات يوم واقفاً في محرابه (يتململ تململ السليم) ويبكي بكاء الحزين، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، ويناجي ربه ويقول: يادنيا أبي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات غري غيري طلقت ثلاثاً لا رجعه بعدها اليك.. الى آخر الخطبة...
عين الهرCats-eye)
قال داود في تذكرته في نهاية حرف العين: أما عين الهر فهو حجر مشهور لا نفع فيه، وقال بعضهم والقول لداود-من خواصه: انه يحفظ حامله من اعين الناس وأعين السوء والانفس الخفية الجنية والانسية وانه جمع فيه خواص الياقوت البهرماني في منافعه ولاينقص (مال) حامله، وهو حجر ابيض مع اشراق عظيم ومائية في باطنه، نقطة متحركة على الدوام خلاف حركته، وإن كسر على اقل جزء منه ظهرت هذه النقطة في كل جزء.. وقال صاحب درة الغواص: حجر عين الهر اذا علق على المعدة (قواها) ومن تختم به لم يجدر، وان علق على جبهة المجدور لم يقع الجدري في عينه.
وفي نخبة الدهر، هو حجر يتكون من معدن الياقوت والغالب على لونه البياض الناصع مع اشراق مفرط ومائية رقيقة شفافة وسمي بعين الهر لان فيه نقطة مائلة كالروح (الباصر) ومنه لون يشوب بياضه (صفرة) وتكون النقطة المنظورة فيه شبيهة بذبابة صافية اللون تبين في باطنه كانها ماء متدفق، وهو اقل (عمراً) من الياقوت الاحمر.
التحليل العلمي لهذا الحجر: ويسمى علمياً (السايموفين-Cymophane) او مايسمى بعين القط (Cat's-eye) وهو نوع من (الكرايزوبيريل) يظهر متلالئاً وذلك حينما يصقل، ويتميز السايموفين بظهور حزمة ضيقة من الضوء على سطحه الخارجي والتي تتحرك من موقعها مع كل حركة يتحرك فيها المعدن وعين الهر ذو بريق حريري وهو نوع من الكوارتز في بعض المصادر العلمية والذي يعطي تلاعباً في الالوان يشبه بعين الهر وذلك عند قطعه بشكل مستدير ويعزى هذا التلاعب في الالوان لوجود (المكتنفات) الليفية او الى طبيعة الكوارتز الليفية ويسمى الكوارتز الاصفر والذي ينتشر في جنوب افريقيا ويسمى هناك بعين النمر.
الخلاصة: تعنى هذه الخلاصة بظهور انواع جديدة من الاحجار الكريمة في عالمنا وكل حسب تصنيفه العلمي وعمره سواء في تبلوره داخل الارض او عند ظهوره واستخدامه كما وله اعتبارات جمالية تسر النفوس لما خصها الله بروح الفن في تلونها، ولكن تبقى منافعه الروحية هي المتكلمة وهي من اجل الامور اعتباراً من حيث فائدته كمصلحة نفعية لصالح الانسان لما لها من تفاضل عالٍ ومتقدم في كل مجريات الحياة ومنها الاحجار الكريمة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire